العلم يكشف: ماذا يحدث في الجسم عند الوقوع في الحب؟
11:42 ص
الأربعاء 14 فبراير 2024
قبل آلاف السنين، طرح الفيلسوف اليوناني نظريته الشهيرة عن نشأة الحياة، وقال إنها تشكلت بفعل تأثير قوتي الحب والكراهية على العناصر الأربعة: الماء والهواء والتراب والنار.
قد يكون العلم توصل إلى نتائج مغايرة تماما لهذه النظرية القديمة، لكن ظلت قوة الحب اللغز الأكثر غموضا، ولا يزال محركا أساسيا للعالم.
عندما نقع في الحب، يفرز الجسم مزيجاً هرمونياً جارفاً من السيروتونين، والفينيل إيثيلأمين، والدوبامين، والأوكسيتوسين. ومعظم هذه الهرمونات يأتي من المخ.
يقول هيلموت شاتز من “الجمعية الألمانية للغدد الصماء”: “الحب غير قابل للقياس، لا بتحليل الدم ولا بغيره، ولكن يمكن دراسة وتحليل تأثيرات المزيج الهرموني علمياً باستخدام التصوير المقطعي، الذي يسجل على الأقل الأنشطة في مناطق معينة من المخ”.
يمكن أن تكون المراحل التي يمر بها العشاق والهرمونات المصاحبة لهم مثيرة للغاية، حسبما يستعرضها مقال مطول نشرته دويتشه فيله.
المرحلة الأولى.. الوقوع في الحب
يقف وراء خفقان القلب الدوبامين و”هرمون الحب” فينيل إيثيلامين، الذي يعمل على إثارة الانجذاب الجسدي بين البشر. كما يجعلنا الدوبامين منفتحين على الآخرين وعلى الحب الكبير.
المرحلة الثانية.. القبلة الأولى
التقبيل ليس مجرد رد فعل عاطفيا، بل صحي أيضاً؛ إذ يزيد معدل النبض ويحسن التمثيل الغذائي. من يقبل كثيراً أقل عرضة لارتفاع ضغط الدم والاكتئاب.
القبلة مفيدة لجهاز المناعة والأسنان، لأن الإنزيمات المضادة للميكروبات تمنع تسوس الأسنان وأمراض اللثة. والتقبيل يشد البشرة، إذ أنه يحرك جميع عضلات الوجه الـ 34.
المرحلة الثالثة.. أجمل وأعظم حبيب
يميل الأشخاص الذين وقعوا حديثاً في الحب إلى إضفاء المثالية على الشخص الذي يحبونه، بحيث يصبح محور التفكير. يرتبط الافتتان المفرط بالنشاط العصبي في مناطق الدماغ المسؤولة عن المكافأة والتحفيز والعواطف والإثارة الجنسية.
ثم تتداخل مناطق معينة من الدماغ مع ما يسمى بنظام التقارب أو نظام التنشيط السلوكي (BAS). ذلك النظام جعلنا ندرك المحفزات الإيجابية بشكل أكبر، وأن نكون أكثر فضولاً ونتصرف بثقة أكبر، وفقاً لدراسة أسترالية نشرت مؤخراً في مجلة “العلوم السلوكية”(Behavioural Sciences).
وقد يتأثر هرمون السعادة، السيروتونين، لدى بعض الاشحاص الذين وقعوا في الحب. ويشرح الباحثون الأمر على النحو التالي: يفقد الأشخاص الواقعون في الحب منظورهم العقلاني ويضعون شريكهم بالكامل في مركز اهتمامهم. إذا غاب الشخص لفترة طويلة من الزمن، أو حتى 5 دقائق فقط، فسوف تحدث أعراض الانسحاب، مماثلة لتلك التي يعاني منها مدمنو المخدرات.
المرحلة الرابعة.. أنت وأنا إلى الأبد
هرمون الأوكسيتوسين، “هرمون الاحتضان”، مهم للعلاقة. فهو لا يعزز العلاقة بين الأم والطفل فحسب، بل بين الواقعين في الحب عموما. بالإضافة إلى ذلك، فهو يخلق الثقة في العلاقات الاجتماعية. ومع ذلك، فإن له كذلك جوانبه السيئة: فهو يجعلنا نستبعد الآخرين.
المرحلة الخامسة.. أحلى الأوقات مع التستوستيرون والإستروجين
تؤثر الهرمونات الجنسية، التستوستيرون والإستروجين، في المقام الأول على الحياة الجنسية. ممارسة الحب لها أيضا فوائد صحية؛ إذ يحرق الشريكان ما يصل إلى بضع مئات من السعرات الحرارية أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، كما يوضح اختصاصي الغدد الصماء هيلموت شاتز.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الرجال الذين يمارسون العلاقة الحميمة أقل عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا، ويمكن للمواد الشبيهة بالأفيون التي يفرزها الجسم أن تعمل كمسكنات للألم. وهذا ما يفسر شعور كبار السن بآلام الركبة والعمود الفقري أكثر من الشباب، حسب هيلموت شاتز.
ويعتمد استمرار الحب على ما هو أكثر بكثير من الهرمونات. يؤكد هيلموت شاتز: “لا يجب أن تنظر إلى الهرمونات بمعزل عن غيرها. فالحب يعتمد بشكل كبير على الحالة النفسية وعلى الجهاز العصبي”.
اقرأ أيضا:
العلم يحسم الجدل: هل هناك أشباح حقيقية في عالمنا؟
العلم يكشف: سقوط أسطورة فيتامين (د)
العلم يجيب: من أين جاء الذهب وكيف اختفى في باطن الأرض؟
العلم يجيب: لماذا لا نشعر بدوران الأرض؟