القصة الكاملة.. هل ترش الحكومات مواد سامة في الهواء للسيطرة على البشر؟
02:23 م
الخميس 28 مارس 2024
عندما تشاهد الطائرات النفاثة، تنطلق على ارتفاعات كبيرة في السماء، لابد أنك لاحظت أيضا تلك الخطوط البيضاء التي تخلّفها وراءها.
تُسمى هذه الخطوط بمسارات التكاثف، أو الخطوط النفاثة، وتتشكّل عندما يتكثّف بخار الماء ويتجمّد حول عادم محرك الطائرة، وفقًا للمؤسسة الجامعية لأبحاث الغلاف الجوي.
لكن هذا التفسير العلمي، لا يقنع مروجي نظريات المؤامرة، فخلال السنوات الأخيرة، اعتقد عدد متزايد من الناس أن هذه المسارات تُعتبر في الواقع “كيمتريل” – وهي نظرية مؤامرة شائعة تؤكد أن هذه المسارات ليست مصنوعة من تكثيف بخار الماء على الإطلاق، ولكنها عبارة عن مواد كيميائية يتم رشّها من قبل الحكومات.
ظهرت فكرة “كيمتريل” منذ العام 1996، وهي متجذرة إلى حد كبير في ورقة بحثية للقوات الجوية الأمريكية بعنوان “الطقس كمضاعف للقوة: امتلاك الطقس في عام 2025”.
وذكرت وكالة حماية البيئة أنها تحدّد “نظام تعديل الطقس المستقبلي لتحقيق الأهداف العسكرية” باستخدام “القوات الجوية الفضائية”، و”لا تعكس السياسة أو الممارسة أو القدرة العسكرية الحالية”.
وتفترض نظرية مؤامرة الكيمتريل أن مسارات التكاثف لا تنتج عن بخار الماء على الإطلاق، ولكنها بدلاً من ذلك علامة على أن الحكومة أو الأثرياء أو مزيج من الاثنين، ينشرون مواد كيميائية سامة في الهواء، ما يخلق هذه الخطوط البيضاء.
وتختلف الأفكار حول الغرض من هذه المواد الكيميائية السامة المزعومة، وفقا لتقرير شبكة سي إن إن.
ويعتقد البعض أن المواد الكيميائية تُستخدم لتسميم البشرية، والبعض الآخر يقول إنها من أجل السيطرة على أدمغة البشر، بينما يرى البعض أنها وسيلة للسيطرة على الطقس.
ولا توجد نسخة رسمية واحدة لهذه النظرية، حسبما ذكره سيجيا شياو، وهو طالب دكتوراه في جامعة كاليفورنيا، الذي أجرى دراسة عام 2021 لاستكشاف نظرية مؤامرة الكيمتريل وأجرى مقابلات مع 20 شخصا يؤمنون بهذه النظرية.
وبدلاً من ذلك، يقوم الأفراد “بانتقاء واختيار الجوانب التي تتوافق معهم، ويمزجون في التفسيرات الشخصية أو يتبنون بشكل انتقائي أجزاء من النظرية”.
كيف انطلقت نظرية مؤامرة “الكيمتريل”؟
مع ذلك، لا تُعتبر فكرة قيام الحكومات برش المواد الكيميائية بلا أساس.
فخلال الحرب الباردة، نفذت الحكومة البريطانية أكثر من 750 هجومًا وهميًا بالحرب الكيميائية على عامة الناس، وفقًا للباحثين.
وأدى ذلك إلى تعريض مئات الآلاف من الأشخاص لكبريتيد الزنك مع الكادميوم، وهي مادة كيميائية تم اختيارها نظرًا لصغر حجمها – إذ تشبه تلك الموجودة في الجراثيم – وتتوهج تحت الضوء فوق البنفسجي، ما يجعل من السهل تتبعها. وكان يُعتقد في ذلك الوقت أن المادة الكيميائية غير سامة، رغم أن التعرّض المتكرر لها قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
وفعلت الولايات المتحدة الشيء ذاته خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، حيث استخدمت المادة الكيميائية كأداة تعقب لاختبار انتشار الأسلحة البيولوجية.
ورغم أن هذه الاختبارات كانت منذ عقود مضت، إلا أن هذه النظرية انتشرت لدرجة أنه في عام 2016، أصدرت وكالة حماية البيئة وثيقة من 14 صفحة تشرح مسارات التكاثف، وتحدد المواد الكيميائية التي تستخدمها القوات الجوية، في محاولة لتفنيد ونفي نظرية المؤامرة.
وفي عام 2021، انتشر منشور على منصة “فيسبوك” يزعم أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تلاعب بالطقس من خلال مسارات المواد الكيميائية “كيمتريل”، وتسبب في درجات حرارة التجمد في ولاية تكساس لمدة أسبوع في فبراير من ذلك العام.
ووجدت إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2017، شملت عينة تمثيلية على مستوى أمريكا تتكونّ من ألف شخص، أن حوالي 10% من الأمريكيين يصدقون نظرية المؤامرة تمامًا، في حين أن ما يزيد على 30% من الأمريكيين على الأقل وجدوا أنها صحيحة إلى حد ما.
ورأى شياو إن الإيمان بنظريات المؤامرة غالبا ما يرجع إلى التشكيك في شخصيات السلطة، وكان لمنصات التواصل الاجتماعي أيضا دور في تضخيم المشكلة.
هل “الكيمتريل” حقيقي؟
أكد العلماء أنه لا يوجد دليل على وجود مسارات مواد كيميائية “كيمتريل”. وأشار باحثون في جامعة هارفارد إلى أنه حتى لو كانت هناك مؤامرة حكومية تُدبّر من خلال مسارات التكاثف الناجمة عن الطائرات، فسيكون من الصعب التستر على مثل هذا البرنامج واسع النطاق بالنظر إلى عدد الأشخاص الضروريين للعملية.
وفي جميع أنحاء العالم، أجرى العلماء تحقيقات لكشف زيف نظرية مؤامرة “كيمتريل”، وشرحوا وجود مسارات التكاثف وتبايناتها بشكل مطول.
اقرأ أيضا:
33 صورة لأغرب المخلوقات على وجه الأرض