بقايا “كواكب فاشلة”.. اكتشاف كتل غامضة في باطن المريخ “صور”

01:12 م
الأربعاء 03 سبتمبر 2025
وكالات
كشفت بيانات “زلزال المريخ” التي جمعتها مركبة إنسايت التابعة لوكالة ناسا عن وجود عشرات الكتل الغامضة داخل وشاح الكوكب الأحمر، يرجح أنها نتجت عن اصطدامات قوية منذ نحو 4.5 مليار سنة.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى احتمال وجود هياكل اصطدام عملاقة، بما فيها بقايا محتملة لـ”كواكب أولية فاشلة” قديمة، مدفونة في أعماق سطح المريخ منذ نشأة النظام الشمسي.
وفي دراسة نشرت أواخر أغسطس الماضي في مجلة ساينس، حلل الباحثون بيانات “زلزال المريخ” التي جمعتها إنسايت بين عامي 2018 و2022، لتسجل الهزات الأرضية الناتجة عن الغبار الذي أعاق ألواحها الشمسية. ومن خلال دراسة اهتزازات هذه الزلازل عبر وشاح المريخ، اكتشف الفريق مناطق لم ترصد من قبل، تتميز بكثافة أعلى بكثير من الصخور المحيطة بها.
وأوضح الباحث الرئيسي كونستانتينوس خارالامبوس من إمبريال كوليدج لندن في تصريح لوكالة ناسا: “لم نشهد من قبل باطن كوكب بهذه الدقة والوضوح. ما نراه هو وشاح مرصع بشظايا قديمة”.
وتمكن العلماء من تحديد العشرات من الهياكل المحتملة، التي يصل عرض بعضها إلى 4 كيلومترات، على أعماق مختلفة داخل وشاح المريخ الممتد لحوالي 1550 كيلومترا، وتصل درجات حرارته إلى 1500 درجة مئوية.
ويعتقد الباحثون أن هذه الهياكل تكونت نتيجة اصطدام أجسام بالمريخ في الأيام الأولى للنظام الشمسي، وبعضها ربما كان كواكب أولية قادرة على التطور إلى كواكب كاملة لو بقيت في حالها.
وتشير طريقة اكتشاف هذه الهياكل إلى أن بعض إشارات الزلازل استغرقت وقتا أطول للمرور عبر أجزاء معينة من الوشاح، ما دل على وجود مناطق أكثر كثافة من الصخور المحيطة، وهي لم تُنشأ هناك أصلا.
يذكر أن المريخ كوكب ذو صفيحة واحدة، بعكس الأرض ذات الصفائح التكتونية المتحركة، ما يجعل وشاحه ثابتا ويحتفظ بعناصره القديمة وبهذا، تعد الكتل المكتشفة دليلا على أن نشاط باطن المريخ أقل بكثير من نشاط باطن الأرض.
وأوضح خارالامبوس: “بقاء هذه العناصر حتى اليوم يشير إلى أن وشاح المريخ تطور ببطء على مدى مليارات السنين، بينما كانت مثل هذه العناصر لتختفي على الأرض”.
ويحدث الزلازل المريخية نتيجة الانهيارات الأرضية أو تشقق الصخور أو اصطدام النيازك، وقد ساهمت هذه الهزات في اكتشاف أجسام خفية أخرى، مثل المحيط الجوفي الضخم الذي كشف عنه العام الماضي.
وخلال مهمتها التي استمرت حوالي أربع سنوات، رصدت مركبة إنسايت 1319 هزة مريخية، ما مكن العلماء من رسم خريطة دقيقة لباطن الكوكب.