دراسة: اختبار الدم يكشف عمرك البيولوجي ويتنبأ بالأمراض
02:03 م
الأربعاء 13 مارس 2024
اكتشفت دراسة جديدة أجراها فريق من جامعة بيتسبرج علامات تعتمد على الدم يمكنها الكشف عن العمر البيولوجي لشخص ما، ما قد يساعد في علاج المشكلات الصحية المختلفة التي يمكن أن تحدث مع تقدم أجسامنا في السن.
لدينا أعمارنا الفعلية – عدد السنوات التي أمضيناها على قيد الحياة – ومن ثم لدينا الأعمار البيولوجية، والتي هي بعبارات بسيطة تآكل الخلايا والأعضاء. يمكن أن تساعد معرفة هذا العمر البيولوجي في تحديد مخاطر الأمراض، وتصميم العلاجات، ومساعدتنا على فهم المعدلات المختلفة التي تتحلل بها أجسامنا بشكل أفضل.
تقول أديتي جوركار، طبيبة الشيخوخة في جامعة بيتسبرج: “تخيل شخصين يبلغان من العمر 65 سنة.. أحدهما يركب دراجة للعمل ويذهب لممارسة الرياضة في عطلات نهاية الأسبوع والآخر لا يستطيع صعود السلم.. الاثنان لهما نفس العمر الزمني، لكن عمرهما البيولوجي مختلف تمامًا. لماذا يختلف عمر هذين الشخصين؟”.
للمساعدة في الإجابة عن هذا السؤال، طلب الباحثون مساعدة 196 من كبار السن، مقسمين إلى مجموعتين: واحدة من المتطوعين الذين تبلغ أعمارهم 75 سنة أو أكثر والذين تم تصنيفهم على أنهم من كبار السن الأصحاء، وواحدة من المتطوعين الذين تتراوح أعمارهم بين 65-75 سنة والذين تم تصنيفهم على أنهم من كبار السن السريعين.
كان المعمرون الأصحاء قادرين على صعود السلم أو المشي لمدة 15 دقيقة دون راحة، في حين كان على المعمرين السريعين أخذ فترات راحة خلال كل نشاط. أعطى هذا التمييز لفريق الدراسة الفرصة للنظر في الاختلافات بين المجموعتين على المستوى الجزيئي، وفقا لمجلة ساينس ألرت.
وعلى وجه الخصوص، بحث الباحثون عن مستقلبات مختلفة؛ وهي الجزيئات الصغيرة التي تتركها العمليات البيولوجية في الجسم. ويمكن استخدامها كدليل على العمليات التي تحدث، ومدى نجاحها.
تم تحديد نحو 25 مستقلبًا أظهرت اختلافات كبيرة بين المعمرين الأصحاء والمعمرين السريعين. تم تسمية هذه المجموعة من الجزيئات بمؤشر التمثيل الغذائي للشيخوخة الصحية (HAM). حدد الفريق أيضًا 3 مستقلبات يبدو أنها ذات أهمية خاصة في تحفيز الشيخوخة البيولوجية.
يقول جوركار: “اخترنا أن ننظر إلى المستقلبات لأنها ديناميكية.. إنها تتغير في الوقت الفعلي لتعكس صحتنا الحالية وما نشعر به، ولدينا القدرة على التأثير عليها من خلال أنماط حياتنا ونظامنا الغذائي وبيئتنا”.
وفي الاختبارات التي أجريت على مجموعة منفصلة، أثبت مؤشر HAM دقته بنسبة 68% في تحديد العمر البيولوجي. ومع المزيد من الأبحاث، قد يكون من الممكن تطوير اختبار دم لتقييم العمر البيولوجي بسرعة وسهولة.
ويمكن بعد ذلك إجراء هذا الاختبار على الأشخاص في أعمار مبكرة، عندما يكون تعديل التغييرات في العمليات الجزيئية أسهل: على شخص في الثلاثينيات من عمره، على سبيل المثال، والذي قيل له أن عمره البيولوجي أعلى بكثير مما ينبغي.