لأول مرة.. ثقبان أسودان هائلان يتصادمان في فجر الكون
12:28 م
الثلاثاء 18 يونيو 2024
تمكن العلماء أخيرًا من اكتشاف اثنين من النجوم الزائفة المتوهجة أثناء اندماجهما معًا في الفجر الكوني بعد 900 مليون سنة فقط من الانفجار الكبير.
والنجوم الزائفة هي مجرات مدعومة بثقوب سوداء فائقة الكتلة، ويعد هذا أول زوج من النجوم الزائفة المتصادمة يعثر عليه العلماء من حقبة التكوين الكوني المكثف في أعقاب الانفجار الكبير، يجب أن تكون هذه الفترة مليئة بالمجرات المندمجة، لكن عمليات البحث السابقة لم تظهر سوى المجرات المنعزلة.
يقول عالم الفلك يوشيكي ماتسوكا من جامعة إهيمي في اليابان: “كان وجود النجوم الزائفة المندمجة في عصر إعادة التأين متوقعًا منذ فترة طويلة.. لقد تم تأكيد ذلك الآن للمرة الأولى.”
الكوازارات هي من بين ألمع الأجسام في الكون. إنها مجرات يتغذى فيها الثقب الأسود الهائل بمعدل هائل: تحيط به سحابة ضخمة من الغبار والغاز، يستهلك منها الثقب الأسود بشكل إيجابي. تنتج هذه العملية كميات هائلة من الضوء المتوهج نتيجة لقوى الاحتكاك والجاذبية المؤثرة على السحابة، ما يؤدي إلى تألقها.
ويعتقد العلماء أن النجوم الزائفة يمكن أن تتشكل عندما تندمج مجرتان، وهي عملية تؤدي إلى تركيز أعلى للمواد في مركز المجرة. وهناك الكثير من الأدلة على عمليات اندماج سابقة ومستمرة في الكون الحديث، بما في ذلك مراكز المجرات التي تحتوي على ثقبين أسودين فائقي الكتلة أو أكثر في مسار تصادمي بطيء ومتصاعد.
يقول ماتسوكا: هذا سيساعدنا على فهم فترة الكون المبكرة المعروفة باسم عصر إعادة التأين، حيث أدى الضوء القوي إلى تأين الهيدروجين المحايد الضبابي، والسماح للضوء بالتدفق بحرية.
وحسب تقرير مجلة ساينس ألرت، لعبت المصادفة دورها في هذا الاكتشاف، إذ كان ماتسوكا وزملاؤه يدققون في البيانات التي تم جمعها باستخدام تلسكوب سوبارو عندما عثروا على شيء غير عادي.
يقول ماتسوكا: “أثناء فحص صور الكوازارات المرشحة، لاحظت وجود مصدرين متشابهين متوهجين باللون الأحمر بجوار بعضهما البعض، وتفصل بينها فجوة تبلغ 40 ألف سنة ضوئية فقط”.
ووجد الفريق أيضًا أن نسبة كبيرة من الضوء المنبعث من المجرات هو من تكوين النجوم، وأن جسرًا من الغاز يربط بينهما، ما يكشف أن الاثنين يتفاعلان – وفي طور الاندماج.
ويبدو أيضًا أن كلا منها يستضيف ثقبًا أسود هائلًا تبلغ كتلته حوالي 100 مليون مرة كتلة الشمس. وهذا أمر ضخم بالنسبة للكون المبكر، فحتى الثقب الأسود المركزي في مجرة درب التبانة تبلغ كتلته 4.3 مليون كتلة شمسية فقط.