لغز كبير يتحدى فهمنا للكون.. اكتشاف حلقة كونية هائلة الحجم
01:22 م
الأحد 14 يناير 2024
الحلقة الكونية الكبيرة، هي عبارة عن دوامة ضخمة من المجرات وعناقيد المجرات يبلغ عرضها 1.3 مليار سنة ضوئية ومحيطها 4 مليارات سنة ضوئية، مما يجعلها واحدة من أكبر الأجسام التي تم رؤيتها على الإطلاق.
ونظرًا لأن الحلقة الكبيرة بعيدة جدًا عن الأرض – على بعد 9 مليارات سنة ضوئية – فإن ضوءها خافت جدًا بحيث لا يمكن رؤيته بالعين المجردة. لكن لو كان أكثر إشراقا لظهر بحجم 15 مرة حجم البدر في سماء الليل.
عثر على هذه الحلقة بالقرب من كوكبة Boötes والقوس العملاق الذي يبلغ عرضه 3.3 مليار سنة ضوئية، والذي اكتشفه نفس الفريق في عام 2021.
وقالت المؤلفة الأولى للدراسة أليكسيا لوبيز، في بيان: “ليس من السهل تفسير أي من هذين الهيكلين فائقي الضخامة في فهمنا الحالي للكون.. ومن المؤكد أن أحجامها الكبيرة جدًا وأشكالها المميزة وقربها الكوني تخبرنا بشيء مهم – ولكن ما هو بالضبط؟”
كل من الحلقة الكبيرة والقوس العملاق كبيران جدًا لدرجة أنهما قد يدفعان علماء الفلك إلى التخلص من النماذج القديمة لولادة الكون وتطوره.
وقدم الباحثون النتائج التي توصلوا إليها في الاجتماع 243 للجمعية الفلكية الأمريكية في نيو أورليانز، الخميس الماضي.
وفقًا للمبدأ الكوني، إذا قمت بتصغير كوننا بشكل كافٍ، فسوف يبدأ كل شيء في الظهور متماثلًا إلى حد ما. لأنه من المفترض أن تكون قوانين الفيزياء متطابقة في جميع أنحاء الكون، وتعمل بالتساوي على جميع كتل المادة الموجودة داخله. وهذا يضع حدًا أعلى صارمًا (حوالي 1.2 مليار سنة ضوئية) لمدى ضخامة الهياكل الموجودة داخل الكون.
ولكن من خلال تحليل البيانات المأخوذة من مسح سلون الرقمي للسماء، الذي يدرس المجرات المضاءة بواسطة انفجارات الكوازارات القوية، فكك الباحثون الأدلة على وجود حلقة أكبر بكثير من الحد الأقصى النظري للحجم – وهي بنية مذهلة تشبه الملف تتماشى وجهاً لوجه مع أرض.
وقالت لوبيز: “إن الحلقة الكبيرة والقوس العملاق يقعان على نفس المسافة منا، بالقرب من كوكبة الراعي، ما يعني أنهما كانا موجودين في نفس الوقت الكوني عندما كان الكون في نصف عمره الحالي فقط.. إنهم أيضًا في نفس المنطقة من السماء، على مسافة 12 درجة فقط عند مراقبة سماء الليل… وهذا يثير احتمال أن يشكلوا معًا نظامًا كونيًا أكثر استثنائية”.
على الرغم من أن سبب هذا الهيكل العملاق غير واضح، إلا أن الباحثين تكهنوا في البداية بأنه يمكن أن يكون من بقايا التذبذب الصوتي الباريون، وهو نوع من الموجات الصوتية التي تموجت عبر البلازما الساخنة في الكون المبكر. وتشير التفسيرات البديلة إلى أنه من الممكن أن يكون خيطًا كونيًا، أو تكتلًا افتراضيًا للمادة التي تم إنشاؤها في الكون المبكر، أو بقايا شيء آخر قد يتطلب نموذجًا جديدًا تمامًا لتفسيره.
وقالت لوبيز: “إن الحلقة الكبيرة والقوس العملاق، منفردين ومجتمعين، يمنحاننا لغزًا كونيًا كبيرًا بينما نعمل على فهم الكون وتطوره”.