ندوة ماستر كلاس تسلط الضوء على تجربة العمل الوثائقي “مصر أم الدنيا” في تحويل التاريخ إلى أفلام وثائقية بأسلوب جديد
المنامة في 06 نوفمبر/ بنا / ضمن فعاليات مهرجان البحرين السينمائي في دورته الرابعة، أقيمت اليوم الأربعاء ندوة ماستر كلاس بعنوان “تحويل التاريخ إلى أفلام وثائقية”. وقد استضافت الندوة مخرج المسلسل الوثائقي محمود رشاد، وبطلة العمل الفنانة القديرة سوسن بدر، حيث تم تسليط الضوء على تجربة العمل وكيف تم تحويل الأحداث التاريخية فيه إلى مسلسل وثائقي بأسلوب مبتكر يبتعد عن الصورة النمطية للبرامج الوثائقية.
وخلال الجلسة، تحدث المخرج محمود رشاد عن مسلسله الوثائقي “مصر أم الدنيا”، مشيرًا إلى أنه عمل مختلف عن الوثائقيات التقليدية، حيث يتكون من موسمين، الأول من 15 حلقة، والثاني من 10 حلقات، مع العمل على الموسم الثالث. ويتناول العمل تاريخ مصر من وجهة نظر مصرية، قائلاً إن “أساس العمل هو الشغف والعفوية”، وتم تقديمه في إطار سينمائي مبتكر بعيد عن الشكل الرسمي النمطي للعرض، مع التركيز على الحوار والدراما، واستخدام التقنيات الحديثة في العرض.
وعن مراحل تنفيذ المشروع، أكد رشاد أن العمل استغرق وقتًا طويلًا من البحث والتحري، حيث تم عرض تاريخ مصر من 19 ألف سنة قبل الميلاد حتى 30 للميلاد على باحثين مختصين في التاريخ. وأضاف أن الموسم الأول تضمن مشاهد دراما قصيرة بأسلوب بسيط يناسب الجمهور، خصوصًا في ظل تزايد انتشار الأعمال عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضح أن ردود الأفعال على الموسم الأول كانت إيجابية، حيث احتل العمل المرتبة الأولى لمدة 12 أسبوعًا على منصة (Watch it).
أما عن الموسم الثاني، فأكد رشاد أن العمل كان أكثر تحديًا، إذ تطلب بذل جهد أكبر بسبب قلة المصادر والمعلومات المتاحة، وكذلك تنوع الديانات والطوائف التي مرت عبر تاريخ الحضارة المصرية. كما أشار إلى أن الممثلين اضطروا لتعلم اللغة القبطية (المصرية القديمة) من أجل التحدث بها في العمل.
من جانبها، تحدثت الفنانة سوسن بدر عن تجربتها في تمثيل الوثائقي “مصر أم الدنيا”، مشيرة إلى أن العمل أضاف لها الكثير نظرًا لارتباطه بتاريخ مصر. ولفتت إلى أنها قدمت المعلومات الوثائقية من خلال حوار وحكاية باللهجة المصرية، وهي الطريقة الأقرب لتوصيل المعلومة عن حضارة تعد من أهم حضارات العالم. كما أكدت أهمية الحياد في نقل الأحداث، وتحدثت عن التحدي الذي واجهته في التعامل مع الكاميرا بشكل مباشر، بعيدًا عن أسلوب تصوير المسلسلات التلفزيونية.
وأشارت سوسن إلى أن الموسم الأول كان بمثابة حلم وفكرة تطورت إلى واقع، مع وجود مخاوف من تقبل الجمهور للعمل الوثائقي بأسلوب جديد. أما في الموسم الثاني، فقد تم تعديل بعض الجوانب مع الحفاظ على الطابع الفطري للعمل وتحدي الحفاظ على الهوية الحضارية في ظل التحديات العالمية. وأضافت أن العمل تم مراجعته من قبل أساتذة التاريخ، والكنيسة، والأزهر الشريف، والرقابة من خلال اجتماعات مكثفة، وصرحت بأنها كانت حريصة على حضور جميع الاجتماعات.
وفي تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين (بنا)، أكدت الفنانة سوسن بدر أن السينما العربية ما زالت قوية ولها حضورها وجمهورها، وهي في تطور مستمر مع ظهور عناصر جديدة ووجوه شابة متميزة في الأعمال السينمائية. كما أضافت أنها خلال مشاركتها في لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة وفئة الأفلام البحرينية، لاحظت أن المشاركات كانت ذات جودة وإبداع عالٍ، مع استخدام تقنيات حديثة في العرض، مشيرة إلى أن المجتمع البحريني مهتم منذ القدم بالثقافة والفن.
من جهته، أكد المخرج محمود رشاد لوكالة أنباء البحرين (بنا) أن السينما العربية تتجه نحو التطور، وأن المهرجانات السينمائية تشكل دافعًا لتطوير السينما وتعزيز التجارب الجديدة. وأشار إلى أهمية حضور الشباب للمهرجانات، حيث تمثل نقطة انطلاق لعرض تجاربهم والتعرف عليهم، مما يساهم في بداية أعمال سينمائية تعرض على شاشات السينما.
من: أفراح الشيخ
ع.ذ, A.A.M